شوكة فى حلقنا !
كان يا ما كان فى سالف الزمان
ملك يحكم جزيرة فى وسط البحار
كان عمل اهلها الصيد مقابل الطعام
فكانوا كل ما يصطادوه من البحر يمر عسكر الملك
فى اخر اليوم فيجمعوه و تقوم عمالة الملك بفصل
لحوم السمك عن القشور فتذهب اللحوم الى
الملك و حاشيته و بطانته ثم يعود العسكر على الرعية
فيوزعوا عليهم قشر الاسماك ليكون لهم طعاماً
ظل الوضع هكذا زمناً الى ان تمرد بعض الرعية
على اوضاعهم و قالوا ما بالُنا نشقى و نتعب
و نأكل قشور ما نتصيده فالى متى سنظل كذلك
و ما لبثت هذه الكلمات برهة فكانت كالفتيل الذى
اشعل حماس كل الرعية فقاموا بثورة عارمة
اجتاحت الجزيرة بأكملها ، واجه عسكر الملك الثورة بكل
ما لديهم من اسلحة و قوة فكانت الثورة اقوى من اسلحتهم
ففر العسكر جميعاً حتى احتمت البطانة
و الحاشية و العسكر داخل قصر الملك خوفاً
من بطش الثوار ، خرج لهم الملك من شرفته و قال
لهم يا رعيتى ماذا دهاكم و ما عساكم تطلبون
قالوا نريد العدل نشقى و نتعب و نحصل فى المقابل
على القشور ما نريد الا العدل
لماذا لانأكل مما تأكلون و نشربُ مما تشربون
قال لهم الملك أما و إنى كُنت احتفظ بالسر لنفسى
و لكن طالما تُصرون على معرفة السبب فسوف اخبركم
كنت كلما امر عليكم لأتفقدكم و اطمئن على احوالكم
اجدُ الشحوب ملأ وجوهكم و الوهن كسى اجسادكم
فطلبت من بطانتى أن يُحضروا لى افضل الخبراء
و افطن الاطباء ليدلنى على طريقة لكى اعيد لكم عافيتكم
فجائنى احدهم فدلنى لما فى قشور الاسماك من فائدة عظيمة
لتقوية الابدان و تصفية الاذهان
فقلت نعم الفطنة فطنتك و نعم المشورة مشورتك
فاتخذته لى من المقربين فهو بمثابة ذراعى اليمين
فنفذت مشورته وآثرت على نفسى و بطانتى الصحة
و السعادة كى اسعدكم فالتهمنا نحن اللُب و تركنا لكم القشور
فهل بعد كل ذلك علي تخرجون فهل هذا جزاءُ الاحسان
فصاح الرعية كلهم فى صوت واحد
نأسف يا مليكنا لقد جهلنا نيتك
عاش الملك عاش الملك عاش الملك
/
\
فسعد الملك بذلك هو و بطانته
و سعدت الرعية بحب الملك لهم
فاصبحت الوجبة الفضلة لهم هى قشور السمك
و اطلقوا عليه { شوكة فى حلقنا }
و عاشت الجزيرة كلها فى سعادة و هناء
*******
احترامى لكم