الحيااة كما يقال هي رأس مال الإنسان.
لأنها الثواني .
وهي الدقائق
والساعات
وكذلك هي الأيام، والشهور، والسنون .
للناس في الحياة مذاهب ، غير أنهم على اختلاف أذواقهم، وأنواعهم ، وأجناسهم، متفقون على أن الحياة هي أغلى ما يملكه الإنسان .
كما اتفق العلماء منذ نشأة الخليقة إلى يومك هذا ، على أن ما فات من الحيااة فلن يعود .
كما اتفقت الخليقة أيضا على أنك بالنسبة إلى ما في غد، غير معلوم المصير ، فقد يكون للأحسن ، وقد يكون للأسوأ .
في قطار الحياة سوف تلتقي أشخاصا مختلفين ، مختلفين جدا جدا .
هذا الاختلاف والتنوع في حد ذاته عجب من العجب ، يمكن أن ترى فيه عظمة الخالق سبحانه .
تجد هذا الإنسان البشري الذي لا يختلف عنك أبدا في تكوينه الجسماني يختلف عنك اختلافا جذريا في كثير من الصفات .
تجد هذا قاسيا ، وتجد هذا حنونا .
وتجد هذا شجاعا ، وتجد آخر جبانا .
تجد هذا كريما ، وتجد هذا بخيلا .
سبحان الخلاق ، الذي مايز بينهم في الأرواح مع اتفاق الصور والأجسام .
انتبه وأنت تسير في هذا القطار الذي يحمل في ضمنياته هذه الشرائح المتنوعة .
هناك تنبيه مهم جدا يجب أن تدركه وأن لا يغيب عن ذهنك ، ما هو ؟
احذر أن تتعامل مع هؤلاء جميعا على أنهم سواسية ، لا تغرك الأجسام ، ولا تغرك الصور ، ولا تغرك المظاهر .
لا تحسب الناس طبعا واحدا *** فلهم غرائز لست تحصيهن ألوان .
إذا كنت كريما ، فأكرم من يستحق الكرم ، ولا تظن أن كل الناس يستحق الكرم ، وقد قيل قديما :
وأنت إذا أكرمت الكريم ملكته *** وإن أكرمت اللئيم تمردا
إذا كنت رحيما وتعامل الناس بالرحمة والرفق فلا تظن أن كل هؤلاء سوف يعاملونك بالرحمة والرفق .
إذا كنت شجاعا فلا تظن أن كل أصحابك في شجاعتك ، وسوف يثبتون معك في مواقف الكريهة .
إذا كنت لطيفا في التعامل مع الناس فلا تظن أن كل الناس سوف يكونوا لطفاء معك .
من السذاجة أن تظن أن الناس كلهم يحملون كل الصفات الإيجابية التي تحبها أنت .
كما أنه في المقابل لا يجب عليك أن تظن بالناس ظن السوء .
والواجب عليك أن تتعامل مع الناس وأنت حذر .
وذلك لأن ما فات
..
..
..
فلن يعود .